منتدى شباب تينركوك
https://www.youtube.com/watch?v=5o2eP5t0XIU

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب تينركوك
https://www.youtube.com/watch?v=5o2eP5t0XIU
منتدى شباب تينركوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
ابو الوليد
ابو الوليد
مشرف القسم الإسلامي
مشرف القسم الإسلامي
الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 259
العمر : 41
مقر الإقامة : تينركوك
تاريخ التسجيل : 13/02/2009
التقييم : 6
نقاط : 744
http://tinerkoukonline.f11g.com

» دلة أهل السنة والجماعة المسمى (الرد المحكم المنيع) تابع Empty » دلة أهل السنة والجماعة المسمى (الرد المحكم المنيع) تابع

الخميس يناير 21, 2010 8:37 pm
(( الفصل السابع ))

التوســل
هذا وأود أن أنقل فيما يلي رأي أهل السنة والجماعة المستند إلى الأدله الشرعية المحكمة في موضوع التوسل فأقول وبالله التوفيق نقلا عن كتاب ( قضايا الوسيلة ) للشيخ محمد زكي أبراهيم :
أنواع التوسل :
من حيث أن أصل التوصل مشروع لا خلاف عليه كان الكلام في فروعه من الخلاقيات التي لا تتعلق بإيمان ولا كفر ولا توحيد ولا شرك وإنما محلها الجواز والمنع فحكمها الحلال والحرام أنه لا خلاف بين طوائف المسلمين إجماعا على ثلاثة أنواع من التوسل:-

النوع الأول :-
التوسل بالحي الصالح إلى الله تعالى كما في الحديث الضرير مع النبي صلى الله عليه وسلم الذي سوف يأتي بيانه .

النوع الثاني : -
توسل الحي بالعمل الصالح إلى الله تعالى كما في ( حديث الثلاثة أصحاب الغار والصخره) الذي أورده الأمام البخاري في صحيحه .

النوع الثالث :-
التوسل إلى الله بذاته تعالى وبأسمائه وصفاته ونحوها وبما أن هذه الأنواع متفق على مشروعيتها فلا داعي لسرد الأدله عليها
وأنما الخلاف هو على التوسل بالميت الصالح .. وقد أجازه جمهور المسلمين من أهل السنة والجماعه ولديهم عليه الأدله النقلية المتعاضدة نكتفي هنا منها ( بحديث الأعمى ) من حيث أنه المحور الأكبر فيهذا الباب وعليه يدور النقاش .

حديث الأعمى في التوسل وقضاء الحاجه :
روى الترمذي بسنده عن عثمان بن حنيف أن رجلا أعمى اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أني أصبت في بصري فادع الله لي قال أذهب فتوضأ وصل ركعتين ثم قل : اللهم أني أٍألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمه يا محمد أني استشفع بك على ربي في رد بصري وفي روايه ( في حاجتي لتقضي لي اللهم شفعه في ) ( ثم قال صلى الله عليه وسلم ) وأن كانت حاجة فافعل مثل ذلك ( وفي بعض روايات الحديث خلاف يسير في الألفاظ ليس بذى بال ) .
من هذا الحديث أخذ الفقهاء مندوبيه صلاة الحاجة فمن كانت له إلى الله حاجة صلى هذه الصلاة توجه إلى الله بهذا الدعاء مع ما يناسبة من الدعاء الأثور وغير المأثور مما تمس إليه الحاجة وما يشعر به صاحبها .
ومنطوق الحديث حجه في صحه التوسل بالحي ومفهومه حجه على صحه التوسل بالميت من أن يتوسل بالحي أو الميت ليس توسلا بالجسم ولا الحياة ولا بالموت ولكن بالمعنى الطيب الملازم للأنسان في الموت والحياة وماالجسم إلا حقيقة لصيانه هذا المعنى فاستوجب بهذا تكريمه حياً كان أو ميتا على أن قوله ( يا محمد) نداء للغائب الذي يستوي فيه الحي والميت فهو موجه إلى المعنى الكريم على الله والملازم للروح والذي هو موضع التوسل بالحي أو الميت على حد سواء .

حديث الأعمى والتوسل بالموتى :-
ومع هذا فقد أخرج الطبراني في معجمه الصغير عن أبي أمامه بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقى ابن حنيف فشكا اليه ذلك ( أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد خلافه أبي بكر وعمر )
فقال له عثمان بن حنيف ( وهو الصحابي المحدث العالم بين يدين الله ) أيت الميضأة فتوضأ ثم أيت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل (( اللهم أني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمه يا محمد : أني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي قال : وتذكر حاجتك ورح حتى أروح معك ) .
فانطلق الرجل يضع ماقال له ثم اتى باب عثمان بن عفان رضى الله عنه فجأه البواب حتى أخذ بيده فأدخله علي عثمان بن عفان ، فأجلسه معه على الطنفسة ( الوسادة) فقال : ما حاجتك ؟!! فكر حاجته وقضاها له ثم قال له : ما ذكرت حاجتك حتى كان الساعة !!
وقال : ما كانت لك من حاجة فاذكرها !!
ثم أن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلى حتى كلمته ( يريد أن أبن حنيف كلمه ، أي توسط له عند عثمان بن عفان ) .
فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلمته ولكني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير . فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو تصبر !؟ فقال : يا رسول الله أنه ليس لي قائد ، وقد شق علي :
فقال صلى الله عليه وسلم : أيت الميضأة فتوضأ ، ثم صل ركعتين ثم ادع هذه الدعوات
قال ابن حنيف : فو الله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأن لم يكن به ضر قط
وهذا نص صحابي قطعي صريح في صحة التوسل بالموتى وقد صحـح هذه القصــة ( البيهقي ، والمنذري ، والهيثمي ) كما سيأتي .

تحقيق صحة حديث الضرير : -
قال الطبراني : أنه حديث صحيح وذكر أن عثمان بن عمر تفرد به عن شعبه .
قال الشيخ ابن تيمية ( تأمل ) : أن الطبراني ذكر تفرده بمبلغ علمه ولم يبلغه روايه روح بن عباد عن شعبه ، وذلك اسناد صحيح يبن أنه لم ينفرد به عثمان بن عمر ( أ هـ)
نقول : ولو سلمنا بانفراده به عن شعبة وانفراد أبي جعفر عن عمارة فهما ثقتان باجماع علماء الحديث وبهذا ينتفي تغريب الحديث عند الترمذي وكم من حديث صحيح ولكنه غريب كحديث ( انما الأعمال بالنيات) مثلاً .
قلنا : وبهذا يتحقق علمياً أن الحديث صحيح على شرط الشيخين ( البخاري ومسلم ) ومع هذا فبعض من في صدورهم غرض معين يضعف حديث الأعمى هذا من روايه الترمذي بحجة أن في سنده رجلا غير معروف والقاعدة عند علماء الحديث أن المجهول عند واحد إذا كان معلوماً عند غيره فالحجة للعالم به والمثبت مقدم على النافي عند جميع أهل العلم ، خصوصا أهل الحديث .
وقد قال الترمذي عنه ( حديث حسن صحيح غريب لا يعرف الا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر قال وهو غير الخطمي ( بفتح الخاء) ومعنى هذا : أن رواه هذا الحديث مع مجهولة أبي جعفر عند الترمذي : مقبولون بدرجة الحسن والصحة على الوجهين .
وعـلماء الحديث الذين سبقوا الترمذي حققوا أن أبا جعفر ( هذا المجهول عند الترمذي ) هو الخطمي بعينه قال ابن أبي خيثمة : أبو جعفر هذا الذي حدث عنه حماد بن سلمه : اسمه عمير بن يزيد وهو أبو جعفر الذي يروي عنه شعبه ثم روى الحديث من طريق عثمان عن شعبة عن أبي جعفر .
قال ابن تيمية : بعد أن روى حديث الترمذي : (( وسائر العلماء قالوا هو جعفر الخطمي وهو الصواب )) فتأمل
قلنا : وفي (تعريف التهذيب) للحافظ أبن حجر : أنه الخطمي وأنه صدوق ( من السادسة) وفي ( الاستيعاب) لابن عبد البر : أنه الخطمي كذلك ثم أن الحديث كذلك رواه البيهقي من طريق الحاكم وأقر تصحيحه وقد رواه الحاكم بسند على شرط الشيخين واقره الحافظ الذهبي واستشهد به الشوكاني وهما !! من هما !!
ومعنى هذا : أن جميع رجال السند معروفون لكبار أئمة الحديث كالذهبي ( وهو من هو تشددا) وابن حجر ( وهو من هو ضبطا، وحفظا ، وتحقيقا ) والحاكم ، والبيهقي والطبراني وابن عبد البر والشوكاني وحتى ابن تيمية .. الخ .
ثم ان هذا الحديث اخرجه البخاري في ( التاريخ الكبير) وابن ماجه في ( السنن ) ونص على صحته والنسائي في ( عمل اليوم واليله ) وأبو نعيم في ( معرفة الصحابه) والبيهقي في ( دلائل النبوه ) والمنذري في (الترغيب) والهيثمي في ( المجمع) والطبراني في ( الكبير) وابن خزيمه في صحيح وآخرون .
وقد نص على صحته نخو خمسة عشر حافظا وهكذا جاء الحديث كما قدمنا على شرط الصحيحين : البخاري ومسلم فلم يبق بعد هذا مطعن لطاعن أو مغمز لمغتمز في صحة الحديث .
وبالتالي في جواز التوسل بالحي والميت جميعا من طريق : العقل والعلم والعاطفة وفي الأمر سعة من شاء توسل ومن شاء ترك بلا فتنه ولا تأثيم بعد كل هذا التحقيق الدقيق.

موضوع توسل الصحابة بالعباس :-
ثم أن توسل الصحابة بالعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفي أبداً صحة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في قبره إذ لا تنافي بين الأمرين بدليل أنه : بينما كانت طائفة تتوسل بالعباس لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم ( ومعنى هذا أنهم يتوسلون بالنبي نفسه ) كان بعضهم يتوسل إلى الله مستسقياً بالرسول في قبره فقد أخرج ابن أبي شبيه عن (مالك الدار) بسند صحيح ( كما في فتح الباري ) وأخرجه البخاري في ( التاريخ ) وابن أبي خيثمة والبيهقي في ( الدلائل ) : أن بلال بن الحارث المزني الصحابي أتى إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الرمادة ( القحط) في عمر وقال : (يا رسول الله استسق لأمتك فانهم قد هلكوا ) … الخ .
وهو نص من فعل الصحابه في صحة التوسل بالميت وبما أنه لم ينكره عليه أحد فقد أخذ بالتتالي قوه الاجماع .
وقد روى ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) سبب توسل الصحابه بالعباس وهو لا يتنافى مع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في قبره بل هو هو قلنا : لأن علة توسلهم به رضى الله عنه هي قرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم فكأنهم توسلوا بالرسول وبعمه في وقت واحد وغلا فلماذا اختاروا العباس بالذات مع وجود غيره ؟
وكلام الحافظ في ( الفتح) يؤيد هذا الجانب شأن جمهور علماء المسلمين وهو معتضد بخبر فتح الكوي في سقف الحجرة المشرفة بأذن عائشة توسلا إلى الله في اللطف بالعباد كما روى عن أبي الجوزاء وأخرجه الدارمي في ( سننه ) وعلق عليه ( القاري) في شرح ( المشكاه) تأكيدا فالتوسل بالعباس بعد كل هذا فرع لا يتنافى مع الأصل – وهو التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم – لا عقلا ولا نقلا .

علماء الأصول والتوسل بالموتى :
وعلماء ( أصول الدين ) هم أهل الاختصاص في هذا المجال وليس لمنكر من بعد مقالهم مقال فقد اجازوا التوسل بصالحي الموتى وفي مقدمتهم : علامة الدنيا الأمام فخر الدين الرازي في ( المطالب لعاليه ) وأمام البيان العلامة سعد الدين التفتازاني في ( شرح المقاصد ) وأمام الأعجاز العلامة الشريف الجرجاني في حاشية ( المطالع ) ولهم في ذلك توجيهات وتفاصيل ونقول : فلسفات تؤكد ما يكون بين الزائر والمزور من المدد والافاضه والصلة الروحانية على نسبة منزلة كل منهما في الحياتين .
وفي ( مناسك) الأمام أحمد رواية أبي بكر المروزي ، في التوسل إلى الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم في قبره وهناك صيغة طويله للتوسل به صلى الله عليه وسلم عند الحنابله ذكرها أبو الوفاء بن عقيل في ( التذكره ) فلا خلاف عند كبار الحنابله على ذلك .
وتوسل الأمام الشافعي بالأمام أبي حنيفه ( وهو ميت) مذكـور في أوائل ( تاريخ الخطيب ) بسند صحيح . أ . هـ
( فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً ) ؟!

التوسل واستمداد المغفرة من الله تعالى بجاهه صلى الله عليه وسلم :
سخر الشيخ ابن منيع من قول السيد المالكي : (فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية ، وإمدادات محمدية ) وتساءل متهكماً : (وأما الإمدادات المحمدية فلا ندري ماهو مقصود المالكي بها ؟) كذلك هاجم ما أورده السيد المالكي في ( الذخائر) من صيغة للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها : (( وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك يا رسول الله إلى ربي عز وجل )) راجع صفحه (75) من حواره .
ونحن نورد له فيما يلي قصه الأعرابي الذي وجد نفسه مذنبا فذهب يستمد مغفرة الله تعالى وغفوه عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله للرفيق الأعلى وذلك فيما أخرجه أبن عساكر في تاريخه وابن الجوزي في مثير الغرام وابن النجار بأسانيدهم إلى محمد بن حرب الهلالي قال أتيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم فزرته فجلست بحذائه فجاء أعرابي وذكر نحو ما سيأتي بل روى أبو سعيد السمعاني عن علي رضي الله عنه قال قد علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبره وحثى من ترابه على رأسه وقال يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ووعيت عن الله سبحانه وتعالى ووعينا عنك وكان فيما أنزل عليك ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك ) الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي ، فنودي من القبر أنه قد غفر لك انتهى … ( فبأي حديث بعد يؤمنون ) ؟!!




عقيدتنا في التوسل :
نحن نعتقد أن جميع الأنبياء والأولياء لا فعل لهم ولا قدرة لهم ولا تصرف لا الآن ولا حين كانوا أحياء في دار الدنيا فإن صفتهم الفناء والاستهلاك ليس إلا ولو كان هذا التوسل شركا وتوجها إلى غير اله كما يزعمه المنكر فينبيغي أن يمنع التوسل وطلب الدعاء من الصالحين من عباد الله وأوليائه في حال الحياة أيضا وليس ذلك مما يمنع فإنه مستحب ومستحسن شائع في الدين ولو زعم أنهم عزلوا وأخرجوا من الحالة والكرامة التي كانت لهم في الحياة الدنيا فما الدليل عليه ومن اشتغل من الموتى عن ذلك بما عرض له من الآفات فليس ذلك كلياً ولا ليل على دوامه واستمراره إلى يوم القيامة غايته أنه لم تكن هذه المسأله كليه .
نعم إن كان الزائر يعتقد أن أهل القبور متصرفون ومستبدون وقادرون من غير توجه إلى حضرة الحق والإلتجاء إليه كما يعتقده العوام الغافلون الجاهلون وكما يفعلون أولئك من تقبيل القبر والسجود والصلاة إليه مما وقع عنه النهي والتحذير فذلك مما يمنع ويحذ منه وفعل العوام لا يعتبر قط وهو خارج عن البحث وحاشا من العالم بالشريعة والعارف بأحكام الدين أن يعتقد ذلك ويفعل هذا وإلى هذا التوسل أشار الأمام مالك رحمه الله تعالى للخليفة الثاني من بني العباس وهو المنصور جد الخلفاء العباسيين وذلك أنه لما حج المنصور وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم سأل الأمام مالكاً وهو بالمسجد النبوي وقال له :- يا أب عبد الله استقبل القبله وأدعو أم استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال مالك :- ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله فيك قال تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) النساء – وقد ذكره القاضي عياض في ( الشفاء) وساقه بإسناد صحيح وذكره السبكي في ( شفاء السقام ) والسمهودي في ( خلاصة الوفاء ) والعلامة القسطلاني في ( المواهب اللدنيه ) والعلامة ابن حجر في ( تحفة الزوار والجوهر المنظم ) وذكره كثير من أصحاب المناسك في آداب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ( راجع كتاب – طي السجل – للسيد محمد مهدي الرواس الرفاعي ) .
فهل الشيخ ابن منيع والمشايخ في الرئاسة لا يزالون مصرين على ما ورد في الحوار بصفحة (16) من ( أن الاستشفاع والاستجارة به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم من أنواع الشرك الأكبر ) نسأل الله السداد في القول ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم .
والحاصل أن مذهب أهل السنة والجماعة صحه التوسل وجوازه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته وكذا بغيره من الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين كما دلت الأحاديث السابقة لأنا لا نعتقد تأثيرا ولا خلقا ولا إيجادا ولا إعداما ولا نفعا ولا ضرا إلا لله وحده لا شريك له فلا نعتقد تأثيراً ولا نفعا ولا ضرا للنبي صلى الله عليه وسلم باعتبار الخلق والإيجاد والتأثير ولا لغيره من الأحياء والأموات فلا فرق في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين وكذا بالأولياء والصالحين لا فرق بين كونهم أحياءا أو أمواتا لأنهم لا يخلفون شيئا وليس لهم تأثير في شئ وأنما يتبرك بهم لكونهم أحباء الله تعالى والخلق والإيجاد والتأثير لله وحده لا شريك له ( ولأنه تسري بركه المكان على الداعي ) كما ذكر الأمام الشوكاني في كتابه ( تحفه الذاكرين ) بعده الحصن الحصين .
وأما الذين يفرقون بين الأحياء والأموات حيث جوزوا بعض التوسلات بالأحياء لا للأموات فهم القريبون من الزلل لأنهم اعتبروا أن الأحياء لهم التأثير دون الأموات مع أنه لا تأثير أيجاد يا لغير الله سبحانه وتعالى على الإطلاق وأما الإفادة وفيض البركات والاستفادة من أرواحهم استفادة اعتيادية وتوجه أرواحهم إلى الله سبحانه وتعالى طالبين فيض الرحمه على ذلك المتوسل فهو شئ جائز وواقع وخال عن كل خلل بدون الفرق بين الأحياء والأموات .
فشبهه المانعين أن كانت من جهة إن الأموات أجساد هامدة جامدة ولا روح ولا أدراك ولا مجال للخطاب معهم فتلك ساقطة من الاعتبار بأن أجساد الأنبياء والرسل لا تبلى وأن حرم على الأرض أن تأكل لحومهم وأن أرواحهم باقية ثابتة، ولها أدراك بأذن الله تعالى ، وهو تعالى يعلمها بصلوات المسلمين وبتوسلات المتةسلين وحسبك في الموضوع خطاب النبي صلى الله عليه وسلم في كلا صلاة عن التشهد بقولك : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته أ . هـ . من ( نور الإسلام ) .
هذا وقد أجاد سماحة الشيخ عبد الكريم المدرس رئيس جمعية علماء بغداد نفع الله تعالى بحياته عندما ذكر في كتاب القيم ( نور الإسلام ) السالف :-
( أنه هناك أمور ينبغي التعرض لها بالزيادة بصيرة المسلمين :-
الأول – أنه هل للأموات أدراك وإطلاع على الزائر وشخصيته وفهم لأحواله ؟
الثاني – هل هناك فائدة تعود على الميت أولاً وعلى الزائر ثانياً ؟
الثالث – أنه هل يجوز للزائر التوسل بهم إلى الله سبحانه لحصول خير أو دفع شر ؟
فنقول أما الأول – فان كان الميت نبيا من الأنبياء ( عليهم الصلاة والسلام ) فلهم أدراك فقد ثبت أن الانبياء أحياء في قبورهم وان الأرض لا تأكل أجسادهم لما روى النسائي عن أوس بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( أن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الانبياء )) عليهم الصلاة والسلام واخرجه بن ماجه في سننه أيضا وروى البيهقي في كتاب الانبياء وصححه من حديث أنس رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال (( الانبياء أحياء في قبورهم يصلون )) وكذلك رواه أبو يعلي والبزار وابن عدي واخرج مسلم في باب فضائل موسى عليه السلام من روايه أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( مررت على موسى ليلة أسرى بي عيد لمزيد البحث والبيهقي في ( حياة الانبياء ).
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم تعرض على أعمالكم فان رأيت شرا استغفر لكم )) وذلك العرض كل يوم وقد عد من خصائصه صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من حياة الواردة في هذا الباب مما يدل مجموعها دلالة لا مريه فيها على حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام رواه الحافظ الهيثمي عن عبد الله بن مسعود وقال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 9/23) .
وكذلك الشهداء فقد ثبت أيضا أنهم أحياء في قبورهم وان كانت حياتهم دون حياة الأنبياء قال تعالى ((وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ) سورة البقرة – أية (154) .
والصحيح الذي عليه أكثر الأئمة أن الثواب والعذاب على مجموع الروح والجسد لكن الجسد البرزخي ، لا هذا الجسد المادي المرئي المشهود لأنه ربما يحرق الإنسان فيصير بدنه هباء منبثاً أو يتفتت في القبر ومعنى الجسد البرزخي أنه يخلق الله تعالى لروح المتنعم أو المعذب جداً لطيفاً كجسد الملائكة التي لا فرق فيه بين المحل الكبير والصغير ولا يمنعه مانع من قبوله التنعيم والتعذب وتصور ذلك سهل لمن له المام بالوحي والرسالة ومن تأمل عجائب الملك والملكوت وغرائب صنعه تعالى لم يستنكف عن قبول أمثال هذه الأشياء فأن للنفس نشأت وهي في كل نشأة منها تشاهد صوراً تقضيها تلك النشأة فكما أنا نشاهد في المنام صوراً لا نشاهدها في اليقظة كذلك نشاهد في حال انخلاعنا عن البدن أموراً لم نكن نشاهدها في الحياة وإلى ذلك يشير قول من قال الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا .
فأنا نصدق بأن القبر يوسع على الميت من أهل السعادة بمقدار ما يعلمه الله تعالى وأنه يبقى في النعيم إلى ما شاء الله .
وكذلك نصدق بأن الحية مثلا موجودة تلدغ الميت ولكننا لا نشاهد ذلك فان هذه اللعين لا تصلح لمشاهدة تلك الأمور الملكوتيه وكل ما يتعلق بالأخره فهو من عالم الملكوت .
قال في موضع آخر من الكتاب :-
وهذا ولا ينافي ذلك قوله تعالى : ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) لقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) فإنه لولا خلق الله للإسماع لم يكن إسماع لأي شخص من أي شخص حتى في لدنيا وفي حال اليقظة ولكن الله يسمعهم وإلا فكيف كان يتكلم صلى الله عليه وسلم مع قتلى بدر الواقعين في القليب وكيف يقول صلى الله عليه وسلم أن الموتى يسمعون قرع نعال المشيعين لهم وكيف كان مجال لتلقين الموتى بعد الدفن ؟
وان كانت شبهتهم من جهة أنه تأثير لما سوى الله تعالى فهي مدفوعة بأن المتوسلين لا يريدون منهم التأثير والإيجاد معاذ الله أن يتصور المسلم صحة شئ مخالف لقواعد الإيمان والإسلام والتوحيد .
وأن كانت الشبهة وقوع بعض ألفاظ غير سليمة من الخلل فهي مدفوعة بتداركها بأدنى عناية حـول تربية المسلمين لترك الألفاظ غير السليمة واستعمال ما يناسب مقام العبودية .
وأما منع التوسل مطلقا فلا وجه له مع ثبوته في الأحاديث الصحيحة ومع صدوره من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمه وخلفها وجعل التوسل شركا وكفرا معارضة صريحة لقواعد الإسلام فان من قواعده عدم تكفير أي مسلم إلا بعد ثبوت مكفر منه لا يقبل التأويل واضلال للأمه المعصومة من الخطأ فضلا عن الكفر بقوله صلى الله عليه وسلم (( لا تجتمع أمتي على ضلالة )) الحديث المعروف المشهور الجلي الذي أدعي بعض المحدثين أنه متواتر ومخاصمة مع قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) إذ كيف تجتمع كلها أو أكثرها على ضلالة ؟ وهي خير أمة أخرجت للناس .
فإذا وقفنا وتوجهنا إلى الضريح الأنور وخاطبناه صلى الله وعليه وسلم فخطابنا معه له أصل في الدين وهو الخطاب معه في تشهدنا لكل صلاة ومعنى ذلك أنه صلى الله عليه وسلم له روح عاليه الدرجات موهوبة من الله سبحانه بفضائل لا يعلمها بصلاة المصلين وخطاب الحاضرين والغائبين .
وإذا توسلنا به صلى الله عليه وسلم على معنى طلب الدعاء منه صلى الله عليه وسلم فطلب الدعاء مشروع وروحانيته المنورة لا فرق بين عالم علاقتها المادية الدنيوية وعلاقتها البرزخيه بل والأرواح في البرزخ أصفى منها في عالم الدنيا .
وإذا توسلنا بذاته الشريفة أو بجاهه العظيم أو بحقه الجسيم أي توسلنا بذاته الشريفة أو بجاهه العظيم أو بحقه الجسيم أي حق رعايته للعبودية الخالصة عند الله تعالى بمحض إحسانه ولطفه أو فضل طاعته وأعماله وجهاده في تبليغ الدين المبين فكل ذلك واقع في الروايات الصحيحة كما سمعت منا في أوجه التوسل به صلى الله عليه وسلم .
وإذا كان القصد الاستشفاع به صلى الله عليه وسلم فلا شك أنه الشفيع الأكرم المشفع وشفاعته ثابته لا شك فيها وقبول شفاعته ثابت بفضل الله وهو من خالص كرمه ورحمته تعالى لا حق لأحد في منعه وحجره أو إنكاره .
وما توهم الناس به من أنه اشتراك فهو توهم من تعامي عن حقيقة معنى الإشراك فانه عبارة عن أن يجعل العبد أحدا سوى الله تعالى شريكاً له في الألوهية والربوبية والخلق أي أن ذلك الشريك له نصيب من الصفات المذكورة وأين ذلك من التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم بصفة أنه عبد الله ونبيه ورسوله أكرمه بفضله وجعل له الشفاعة والوسيلة والمقام المحمود ؟
وقياس المسلمين على عباد الأصنام في ما حكاه الله تعالى عنهم من قولهم ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) ونحوه ناشئ عن إغماض عن الحق وانحراف عن الواقع ، وتسوية بين الأمة الوثنية والجاهلة الضالة العمياء وبين الأمة المسلمة المؤمنة بالله وحدة لا شريك له ، الناشئة عن الملة الإسلامية الحنيفة المهتدية البيضاء ، التي تمرنت على الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى رب العالمين وخالق كل شئ ومعبود المكلفين . وكيف يتصور بمن أسلم وقرأ القرآن وفهم تعاليمه أن يظن تلك الظنون الفاسدة التى ظنها عباد الأصنام الجاهليون ؟ وكيف يتصور ذلك من العلماء الأعلام الدارسين لمعنى قوله تعالى ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلهكم آله واحد ) ولإنذارات الرسول الكريم لعشيرته بعد نزول قوله تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ؟. ا . هـ .
هذا وقد يكون من المفيد كثيرا أقوال هؤلاء الأعلام : -
قال الإمام أبن الحاج المكي في ( المدخل ) والإمام القسطلاني في المواهب قد قال علماؤنا رحمهم الله تعالى : ( لا فرق بين موتــــه وحياته صلى الله عليه وسلم في مشاهدته لأمته ومعرفته بأحوالهم ونياتهم وعزائمهم وخواطرهم وذلك جلي عنده لاخفاء به ) ا . هـ .
وقال القاضي ثم القاري ثم المناوي في التيسيير شرح الجامع الصغير الصغير للأمام السيوطي رحمهم الله تعالى : ( النفوس القدسية إذا تجردت عن العلائق البدنية أتصلت بالملأ الأعلى ولم يبقى لها حجاب فترى وتسمع الكل كالمشاهد ) . ا هـ .
وفي ,, المنقــذ من الضلال ’’ للإمام الغزالي رحمه الله : ( أن أرباب القلوب في يقظتهم قد يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبيــاء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون منهم منهم فوائد ) . ا . هـ .
وقد قال تلميذه الأمام القاضي أبو بكر بن العربي المالكي : ( رؤية الأنبياء والملائكة وسماع كلامهم ممكن للمؤمن كرامة ) ( أهل الحق – للمحدث محمد حافظ التيجاني ) .
وقد قرر الأمام الشيخ أبن القيم في كتابه ( الروح ) : أن للأرواح قوة وطاقة وقدرة لا يتصورها البشر ، حتى أن روحاً واحدة عظيمة تؤثر في جيش كامل ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى