اثر الايمان و العبادة في اجتناب الجريمة و الانحراف
طبيعة الموضوع
ـــــــــــــ
بتطور الزمان والمكان فان حياة البشر تزداد تعقيدا سواء في الجانب الايجابي أو الجانب السلبي ، لهذا الأمر يحتاج إلى ضبط سلوكات الناس في جانبها السلبي من انحرافات وجرائم وجنايات وكبائر.....الخ، غير أن القانون أو الشريعة وحدها لا تكفي فيجب حماية الإنسان والمجتمع بتقوية البعد التربوي وإبرازا تر الإيمان بالله ونتائج العبادات في سلوكه وأخلاقه.

1/ تعريف الجريمة والانحراف
ـــــــــــــــــــــــ
أـ لغة : الجريمة مشتقة من الجرم وهوا لتعدي أو الذنب
ب ـ اصطلاحا : هي محظورات شرعية زجر عنها بجد أو تعزيز (أي الكفارات لا تدخل).

أقسام الجريمة من حيث مقدارالعقوبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

فلسفة الإسلام ونظرته للجريمة تنطلق من مبدأ ثبات الأصول وتغير الفروع، والحياة تنظر إليها الشريعة الإسلامية من هذا المنطلق، فيوجد فيها شق لا تتأثر بتطوير المجتمعات واتساع المدينة والحضارة، ومن ذلك جملة من الجرائم، لهذا ضبطت عقوبتها بنص قاطع غير قابل للتغيير، فهي جرائم لا يخلو منها مجتمع، وبالمقابل توجد جرائم وانحرافات حرمتها الشريعة الإسلامية بنص قاطع وتركت العقوبة للسلطة أو القاضي يحددها وفق ظروف المجرم والمحيط، وبناءا على هذا المبدأ فان أقسام الجرائم من حيث عقوبتها تنقسم إلى ثلاثة أنواع :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ ـ الحدود
*********
تعريفه: هي محظورات شرعية زجر عنها بعقوبة مقدرة - (محددة ) حقا لله تعالى
خصائصها :
- مقدارها محدد بالنص
- لا يجوز فيها النقص أو الزيادة
- لا يجوز فيها العفو (المجني عليه أو السلطة) إذا وصل الأمر القضية إلى القاضي
- يغلب عليها حق الله الفرد.
- جرائم الحدود هي : السرقة، الحرابة، الزنا، القذف، شرب الخمر
ب – القصاص
********

تعريفة: يتعلق بجرائم الاعتداء على الجسد بإزهاق الروح أو بالضرب والتشويه.
ــ والقصاص هو أن يفعل بالجاني مثل فعل بالمجني عليه من قتل أو قطع أو جرح، وفق نظر أهل القضاء .
خصائصه :
- القصاص لا يكون إلا في القتل العمد أو الجرح العمد، أما الخطأ فلا قصاص فيه
- يغلب عليه حق الفرد
- يجوز فيه العفو أو التصالح على المال
- تتولى السلطة وحدها إجراءات العقوبة والتنفيذ
ج – التغرير
**********
تعريفه: هو عقوبة غير مقدرة تجب في كل جريمة ليس فيها حد أو قصاص.
خصائصه:
- التعزير هو أوسع أنواع العقوبات حسب الظروف والمجتمعات.
- يشمل التغرير كل ما يدخل ضمن العقوبة والزجر، الوعظ، التوبيخ، الجلد، السجن، الغرامة المالية، الإعدام ....الخ.
- أمثلة: التزوير،التهديد،الغش،

2/أثر الأيمان في معالجة الجريمة:
ــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان عند المسلمين ليس فكرة أو فلسفة فقط، إنما هو قوة روحية كذلك تربط الإنسان بخالقه, كما انه يترك أثرا على النفس و المجتمع، و من آثاره في هدا الموضوع ما يلي:
*اكتساب قيم عليا, و مصدر للثواب و الجزاء .
*الإيمان بما يعطيه الله تعالى و يقدره فيحافظ العبد على نفسه و غيره.
*الأيمان بوجود رسالة يسعى للتغيير على أساسها.
3/أثر العبادة:
ــــــــــــــ
العبادة عند المسلمين لها مفهوم واسع يشمل كل الأفعال و الأقوال و التصرفات التي ترضي الله تعالى، فضلا عن الشعائر الكبرى من صلاة وصوم و زكاة...,و بالتالي لا يمكن حصر ما يتعبد به الإنسان.و من آثار العبادة ما يلي:
*السعي لنيل رضا الله الدائم من خلال العبادة و فعل الخيرات تجعل الإنسان يخجل و يبتعد عن كل فعل مشين.
*المحافظة على الشعائر الكبرى(الصلاة مثلا...) من المحطات اليومية أو الأسبوعية مع الله تعالى للمراجعة و التذكير.
*كثير من العبادات هي خدمة للآخر بدون مقابل (فعل الخير) و بالتالي يكون بعيدا عن أذى الناس .
*المحافظة على العبادة (صلاة الجماعة...)فيها تذكير بالله تعالى باستمرار مما يبعد العبد عن الجريمة و المعصية.
* للعبادة حلاوة في القلب تنمو باستمرار, فلا يمكن للجريمة أو المعصية أن تجد مكانا في مثل هدا القلب.
*للعبادات أخلاق كالأمانة, الصدق, الإحسان و غيرها وهي أخلاق تجعل المسلم بعيدا عن المعصية و
الانحراف