بسم الله الحمان الرحيم
استاذي الفاضل حياك الله .واشكرك على الموضوع القيم الذي يمد بجذوره العريقة حول نمطية الحكم في البلاد العربية .فمهما اختلفت الانظمة من ديكتاتورية او ديمقراطية او جمهورية ، فانه بات من اولويات هؤلاء الحكم بمنطق القوة المتغطرسة .فالحاكم عندما يصعد مركب الرئاسة يحسب نفسه هو الرب الاعلى اما البقية من الفئة المحكومة هي فقط موجودة في خدمته وتقديسه .واهماله لرعيته.مع العلم انه لم يصل الى تلك المرتبة الا بواسطتهم.ولولاهم لولاه .لكنك تجده يتنكر لفعلهم الجميل وينقلب عليهم بجبروته العمياء التي استمدها من الجهل .لان الحاكم الحقيقي هو الذي يعلم ان الحكم ياتي عن طريق التداول على السلطة وعلى اساس الشورى.فانت استاذي الكريم ترى ان الدول العربية تنادي بالديمقراطية وتتشدق بذلك.ولكن في حقيقة الامر لا وجود اصلا لمصطلح اسمه الديمقراطية.
ان السلطة في الدول العربية مبنية على اساس الاستيلاء على السلطة .فمعلوم ان هذا الحاكم يفرض جملة من القوانين المتعجرفة وما على الرعية الا تطبيقها دون نقاش .وبالتالي من الطبع ان تجد صورهم تملأ كل الارجاء حتى كادت تكون في المراحيض وهذا ليس ببعيد.
ان المجتمع العربي تجده يسعى في دعم الحاكم بدل تأييد القانون لانه فوق الجميع .فتجدهم يمجدونهم وكانهم الملائكة المنزلون.فنحن الشعوب العربية لن نتحرر من هذه الصور ما لم نقم بمناصرة القانون والعدالة .فنحن عباد العباد لارب العباد .اذ تجد الواحد منا يخشى غيره من الحكام ولا تجده يخشى الله .فوالله لن يصعد للآمة الاسلامية شان ما لم تناصر الضعيف وتعدل بين القوي وغيره كبقية الناس.
لقد استحوذت الانانية اوساط الشعوب العربية فالكل يطمح الى جلب النار لخبزته كما يقال في المثل الشعبي .فلن يصعد لنا جاه ولن تقوم لنا قائمة مالم ننزع الغل والحسد والضغينة من قلوبنا فتقدم الغرب كان نتيجة صفاء سريرتهم وتعاونهم والانصاف في الحقوق والاخلاص في العمل.اما نحن فاخلصنا اعمال النفاق وكل ما له علاقة بالسلبيات من الامور.
تقبل مروري.حياك الله.