منتدى شباب تينركوك
https://www.youtube.com/watch?v=5o2eP5t0XIU

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب تينركوك
https://www.youtube.com/watch?v=5o2eP5t0XIU
منتدى شباب تينركوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
أ.محمد
أ.محمد
مشرف سابق
مشرف سابق
الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 114
العمر : 41
مقر الإقامة : زاوية الدباغ تينركوك
تاريخ التسجيل : 01/12/2008
التقييم : 5
نقاط : 202

الضمير الظاهر والضمير المستتر Empty الضمير الظاهر والضمير المستتر

الإثنين نوفمبر 23, 2009 11:06 pm
الضمير الظاهر و المستتر





مما لا ريب فيه أن السواد الأعظم من المثقفين في عالمنا العربي ، سواء أكانوا حقيقيين أو مزيفين يربطون بين الواجب و الضمير و هذا الربط يعتريه الكثير من الغموض و عدم المنطقية و الجدية .

فالواجب في الحقل التربوي هو أن يقوم المدرس بتربية النشء على الخُلق القويم و الاتجاه الســــليم و على كل ما لا يتنافى مع الفطرة السليمة و الدين الإسلامي السمح ،ثم يقوم بعد ذلك بتعليمه وفق برنامج رسمي صادر عن هيئة مُوكل لها ذلك ، فالواجب في هذا الصدد يقتضي من القائم على التربية و التعليم أن يُعد طلابه على أس متين من السلوك السوي و الخلق الفاضل و الجرأة الأدبية و الوطنية ...، وهذا يجب أن يسبق العملية التعليمية التي تشبه العمل الآلي في جلها،إذ ليس من المسموح لرجل التعليم التصرف في المقر الرسمي مهما كان فحواه ...

و العجب كل العجب –الذي يُلفت الانتباه –أن بعض أولئك الذين ينسبون أنفسهم إلى حقل التربيــة و التعليم – في عالمنا العربي-يتشدقون بأقوال لا أفعال ، إذ لا تراهم يربطون الواجب)العمل التربوي( بالضمير إلا حين المناداة إلى أمر جلل يتطلب مواقفا حقة بل وتتطلب ترابطا و تآخ ، لا لشيء إلا من أجل الوصول إلى هدف منشود يخدم العلم و أهله ويرفع هامة المربي بعدما هوت في مهاوي الــــذلة و المسكنة ، فأصبحت كلمة أستاذ في فم كل متملق متزلف يتلاعب بها كيف يشاء و متى أراد ،بل و يؤلفون منها القصص الهزلية من خلال ضربهم المثل حول الشح و التقشف السلبي ...كيف لا و قد دفع المربي بنفسه إلى تلك المكانة من خلال فقده الثقة في نفسه ، و عدم اطلاعة عما يدور في محيطه بهدف رأب الصـــدع و الإصلاح، إذ لا نغالي في القول إذا قلنا بأن معظم أساتذتنا يسألون عن دخـــول المرتب و المردود ،و ترى بعضم يسيل لعابه عند انتهاز الفرص للبزنسة و السمسرة مهما كان ربحها و مهما صدر من جرائها من مهانة و مذلة ، وصدق الشاعر لما قال :

و لقد أبيت على الطوى و أظله حتى أنال به كريم المأكل

في الوقت نفسه ترى ذلك الضمير يستتر حيمنا يُنادى له بالظهور ، و هذا ضرب من الانفصام و أي انفصام ؟ إنه انفصام الجانب الروحي و الأخلاقي و الديني و التربوي عن الشخصية ، فتنزل هذه الشخصية إلى منزلة سُفلى و هي منزلة الهوى و تتناسى الواجب ، و هو انسلاخ يدل على ضعف تربوي إيماني وديني ....فهل من الدين و الإخلاص و التربية أن يقصر المدرس في واجبه التربوي ؟ و هل من الـدين و الإخلاص و التربية أن يغش المدرس طلابه ، لا يُعقل ألا يعدل المدرس بين طلابه كما لا يُعقل أن يغشهم في الامتحان بتقديم الأجوبة ،و يزور مستواهم و هو خادعهم – وهم لا يدركون هذا الخداع لأنهم في سن و مستوى من الوعي لا يسمح بذلك ، و اعلم علم اليقين أيها الغاش الخادع أن هؤلاء الطلبة الأبرياء سيتذكرون هذا الخداع بعد بلوغهم سنا معينة ....،و الرغبة الأولى للغاش هي تحصّل الشكر و الحمد على تحقيق المستوى فمن كانت نفسه كبيرة ترفّع عن هذه الدنايا...، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على :

01- ضعفه العلمي و التربوي و الديني ...- ليس له مستوى علمي حقيقي -

02- انجراره إلى تحقيق مآرب شخصية على حساب الطالب كالرشوة و تحصيل المحمدة من الناس الذين يشبهونه .

03- ضعف ثقافته الدينية و التربوية ، إذ ليس من المنطق أن تسأل الطالب لتكشف عن مستواه لتعده لحمل أمانة العلم - و هي ثقيلة- بل و تنصحه ، في حين تقدم له الإجابة جاهزة .

04- عدم إعطاء الفرصة للطلبة المجتهدين لإبراز قدراتهم العلمية الكفيلة بالإشادة – قتل المواهب -.

05- تشكيك الطالب في نفسه وإفقاده الثقة فيها ، فيصبح في حيرة ، كأن يقول: الأستاذ يغش إذن الأمر عادي الأستاذ كذا إذن ....ذلك لأن التلميذ ينظر إلى أستاذه نظرة الكمال في الأخلاق و الدين و العلم ...،فما بالك إذا كان الأصل فاسد ا ...فالفرع حدث و لا حرج ....

*هذا غيض من فيض ....فهناك الكثير لا يتسع المجال لذكره ...

و المربي المنشود الناجح في عصرنا –و عالمنا اليوم –هو من ترفّع عن تلك المفسدة – الغش – التي خلفت شللا و عطبا و شرخا لا يستهان به في جسم هذه الأمة و نحن أسرة التعليم مسؤولون عنها أمــام الله أولا و أمام المجتمع ثانيا ...

و ليعلم المخادع الغاش لطلابه باعتباره الراعي الأمين لهم أن الله عز و جل قال:

} يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون {

و أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : } ما من راع يسترعيه الله رعية ، يموت يوم يموت ، وهو غاش لها ، إلا حرم الله عليه رائحة الجنة { رواه مسلم .

وإذا حصلت على المحمدة والشكر أيها الغاش فاعلم علم اليقين بأنها محمدة مؤقتة دنياوية ، وستندم و لات ساعة ندامة ، و سيؤنبك الضمير المستتر المضمر أيما ت"أنيب إن ظهر في مَحياك قبل مماتك .

إن كلمة أستاذ أسمى و أرفع من أن يُنادى بها من يُمت ُّبصلة إلى الرذيلة و الخديعة ...، و من يخن طلابه هانت عليه خيانه أبنائه ووطنه و أمانته ...، و في الجزائر عبرة لأولي الألباب ،إذ ما كان للجزائر أن تسترجع سيادتها إلا بفضل المواقف الصامدة للرجال الفطاحلة الفحول ، الذين آمنوا بالنصر مهما كلف في حين وُجد من تراجع بحجة أن فرنسا أرست جذورها في الجزائر وأنها قوية عددا و عدة لا يُشق لها غبار إذاما قورنت بالجزائر ...، و لكن هيهات هيهات أن تبلغ فرنسا المبلغ الذي بلغه ذلك الشعب المجاهد - القليل عددا و عدة - من الإخلاص و روح الإيمان و التضحية و أولئك المستسلمون للهزيمة يرون المنكر منكرا و الاستغلال استغلالا و يرضون به لأنهم يطمحون في العيش المادي دمنما نظر إلى القيم و المبادئ و العرض و الشرف...كأنهم أموات لا يحسون بوخز الإبر لأنهم استسهلوا الهوان و المذلة في أنفسهم و صدق الشاعر لما قال:

من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيـــلام

و صدق آخرإذ يقول :

تأبى نفوس الأكرمين مذلة و تبقى حمقى الكانئات عبيد


فنحن معشر المدرسين أمناء على هذه الأمة فلا يجب أن نكون كهذا الذئب الماكر ...
ها هى عجوز البادية تجلس وهى تحتضن شاة مقتولة وتشير إلى جرو ذئب صغير وتقول هذا جرو ذئب صغير أخذناه صغيرا وربيناه مع شاتنا التى فعل بها ما فعل عندما كبر
ثم أنشدت تقول:
بَقرت شُويهتي وفَجعتَ قومى = وأَنت لشَاتنا إبن ربيبُ
شَربت لبنها ونَشأت مَعها = فَمن أَنبأك أَن أَباك ذيبُ
إذا كَانت الطِباعُ طِباعَ سوءٍ = فلا أَدب يَنفعُ ولا أديبُ




لا أحد يُنكر بأن المبادئ التي نادى بها المصلحون الجزائريون أمثال الشيخ الإبراهيمي و آل خليفة و غيرهما بأنها لاتخالف الدين أو الأخلاق أو العلم ...فمن الضرورة الملحة لنا أن نعود إلى كتاب الله أولا و الحديث النبوي الشريف و تراثنا العربي الأصيل . و هي – و الله – المفاتيح إلى يُرتجى بها الصلاح دنيا و أخرى .





الأستاذ : محمد السالم نواري

أستاذ اللغة العربية وآدابها ثانوية تينركوك أدرار الجزائر
اسماعيل التواتي
اسماعيل التواتي
مشرف المواضيع العامة
مشرف المواضيع العامة
عدد الرسائل : 257
العمر : 38
مقر الإقامة : زاوية الدباغ
تاريخ التسجيل : 10/01/2009
التقييم : 18
نقاط : 432

الضمير الظاهر والضمير المستتر Empty رد: الضمير الظاهر والضمير المستتر

الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 5:10 pm
لقد كنت أعتقد وأنا أقرأ العنوان أن الأمر يتعلق بدراسة ظاهرة نحوية بحال الضمير في اللغة العربية ما ظهر منه وما استتر ولكن بعد أن قرأت الموضوع علمت أنك تقصد شيئا آخر بعيد كل البعد عن عالم النحو ويتعلق بنفس المربي " المدرس" ظاهرها وممستترها . كيف يمكن له أن يخدع متمدرسيه ويوهمهم بأنه يعمل لصالحهم من حيث لا يعلمون ، يفرط في أداء واجبه وحين تأتي ساعة الامتحان وبعده يستخدم وسائل غير مشروعة ليرتقي بمستوى تلامذته الزائف على الورق . وهذا طبعا لا يخدم مصلحة التلميذ على الأقل مستقبلا كما أنه يعبر بصدق عن مدى خساسة ودناءة ولا مسؤولية من يقوم بمثل هذا أو يبحث عن المبررات لفعله أو تشجيعه. هذا هو الضمير الظاهر في المقال أخي سالم فأين هو الضمير المستتر أنت لم تشر إليه بعد .
ADNAN
ADNAN
عضو جديد
عضو جديد
الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 10
العمر : 28
مقر الإقامة : تينركوك
تاريخ التسجيل : 03/11/2009
التقييم : 10
نقاط : 19

الضمير الظاهر والضمير المستتر Empty رد: الضمير الظاهر والضمير المستتر

الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 6:00 pm
شكراااا لك استاذي الكريم
أ.محمد
أ.محمد
مشرف سابق
مشرف سابق
الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 114
العمر : 41
مقر الإقامة : زاوية الدباغ تينركوك
تاريخ التسجيل : 01/12/2008
التقييم : 5
نقاط : 202

الضمير الظاهر والضمير المستتر Empty رد: الضمير الظاهر والضمير المستتر

الأربعاء نوفمبر 25, 2009 12:48 am
الأستاذ الفاضل -اسماعيل-إن ردك أثلج صدري ووفقك الله في عملك ،و سدد خطاك و إيانا لخدمة العلم و أهله ...و بعد :
فكما تعلم أن مهنة المدرس اليوم لا تتحدد بسرد الدروس بقدر ما ترتبط بإرساء الفضائل و غرس المبادئ في نفوس هذا النشء البريء ...إن الضمير المستتر هذا استتر لي حتى أثنا ء كتابة هذا المقال بين الأسطر ....إن هذا الاستتار للضمير يكون لما ينزل صاحبه إلى منزلة سفلى ...إذ لا تتوقف مساوئ الغش فقط في تزوير المستوى بل إنها ترسخ في ذهن التلميذ إحساسا داخليا فتجعله يتساءل كأن يقول: حتى الأستاذ يغش...إذن لن نصدق كل ما قاله أثناء تدريسه لنا ....
إذن فالغش يسهم في فقد الثقة في المدرس فيصغر في نظر من درسهم ، قد يبدو له أنهم يحمدونه لكن في المستقبل بعد تخرجهم إن نجحوا أو توجههم للحياة العملية سيدركون هذه الحقيقة.........
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى