يتطور هذا المرض الذي تصبح فيه الشرايين صلبة وفاقدة لليونتها ومطاطيتها وقدرتها على مقاومة تغيرات الضغط السائد داخلها وخارجها ببطء وعلى المدى الطويل.
تكون جدران الشرايين السليمة لينة ومطاطة ومقاومة، أي بإمكانها أن تتكيف مع تغيرات ضغط الدم الناجمة عن نبضات القلب وعملية الهضم والمواد الغذائية، التي يتناولها الإنسان.
أما عندما تكون الشرايين مريضة فتفتقد جدرانها لليونتها ومطاطيتها وتصبح صلبة وهذا راجع إلى البقايا المتراكمة فيها مسببة تضيّقها شيئا فشيئا إلى حد انسدادها التام الذي يخلق أضرارا خطيرة، قد تعرض الشخص للموت.
إن السبب الرئيسي في إصابة الشرايين بالتصلب والانسداد وما ينجر عنها من أضرار ومضاعفات في منتهى الخطورة، هي الاضطرابات الهضمية الخاصة بالدسم مثل الكولسترول، والتي نشاهدها أكثـر عند المصابين بارتفاع نسبة الدسم في الدم، ومرضى السكري، والمصابين بارتفاع ضغط الدم ثم السمنة، حيث يصبح الشخص يعاني من أعراض مثل الأوجاع على مستوى العضو الذي يسقيه هذا الشريان المتضرر، كأوجاع القلب أثناء الذبحة الصدرية مثلا، أو السكتة القلبية والتي يعود سببها إلى إصابة الشريان الذي يسقي القلب، أو أوجاع وتشنجات الساق التي يسببها انسداد شريانها.. الخ.
يحتاج مرض تصلب الشرايين إلى جملة من الاحتياطات الضرورية لتفادي ظهوره وتطوره، هي مكافحة السمنة والإنقاص من الدسم والسكريات في الوجبات الغذائية التي يجب أن تكون متوازنة بالقدر الكافي دون إفراط في مادة ما أو إنقاص في مادة أخرى، كما يجب متابعة ومعالجة الأمراض المتواجدة مسبقا مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، بالحفاظ على قيم نسبة السكر في الدم أقل من 80,1غ/ل في جميع الحالات وقيّم ضغط الدم لا تتعدى 5,13/5,8 هذا بالإضافة إلى الصرامة في تناول الدواء بالكمية والأوقات المحددة من طرف الطبيب. يتطور مرض تصلب الشرايين الذي تصبح فيه الشرايين صلبة وفاقدة لليونتها ومطاطيتها وقدرتها على مقاومة تغيرات الضغط السائد داخلها وخارجها ببطء وعلى المدى الطويل. لهذا فهو بحاجة إلى متابعة ورعاية طبية عن قرب من جهة ثم الاحترام الجيد للحمية الغذائية التي لا تقبل التهاون من جهة أخرى دون أن تتخلى عن الأدوية التي تبقى ضرورية والتي تحسن الدورة الدموية وتقي من ضمور الأنسجة والأعضاء المسقية من طرف هذه الشرايين المتضررة.
أما في حالة الانسداد التام لهذه الشرايين، فتصبح الجراحة ضرورية، والتي يتم بواسطتها تبديل الشريان المتضرر بشريان آخر يؤخذ عند المريض نفسه في جهة أخرى من جسمه، مثلا تبديل شريان القلب المعمول به كثيرا في حالات السكتة القلبية بشريان الساق، يتطلب هذا المرض إذن عناية كبيرة.
أولا عدم إجهاد نفسه كثيرا وأخذ نصيب من الراحة كل يوم، خاصة إذا ظهر مرض مجاور مثل الزكام أو عدوى القصبات التنفسية أو جرح أو قرحة...الخ كما يجب الامتناع عن التدخين الذي هو أحد العوامل المؤدية إلى انسداد الشرايين.
يمكن للمصاب بتصلب الشرايين أن يعيش بصفة طبيعية وعادية إذا ما امتثل لحمية غذائية مدروسة، وتابع جيدا دواءه وتخلى عن التدخين. هذا من جهة، وأن يتجنب من جهة أخرى التقدم في السن المبكر والذي يمس المصابين بهذا الداء، سواء كان المرض يخص القلب مصدر السكتة القلبية أو المخ مصدر النزيف الدموي والشلل والشيخوخة المبكرة أو الأطراف مصدر الغنغرية...الخ