منتدى شباب تينركوك
https://www.youtube.com/watch?v=5o2eP5t0XIU

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب تينركوك
https://www.youtube.com/watch?v=5o2eP5t0XIU
منتدى شباب تينركوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
بهية
بهية
عضو بارز
عضو بارز
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 1138
العمر : 52
مقر الإقامة : وسط المدينة تينركوك ولاية ادرار الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
تاريخ التسجيل : 21/11/2008
التقييم : 69
نقاط : 2069

ولايـــة  الـيـزى **جانت... قبلة الوزراء والجنرالات للسحر والشعوذة  ** Empty ولايـــة الـيـزى **جانت... قبلة الوزراء والجنرالات للسحر والشعوذة **

الإثنين أبريل 13, 2009 11:26 pm
إذا كانت مدينة جانت بولاية إليزي، قبلة السياح الأجانب، خصوصا الفرنسيين بلا منازع، فإنها تبقى المحجّ الأول أيضا للجنرالات والوزراء والإطارات السامية، الذين يبحثون عن تعويذة كافية لترقيتهم في المناصب وتثبيتهم على الكرسي.
كنا نسمع عن السحر والشعوذة في الصحراء كثيرا، لكن الفرصة لم تتح لنا للوقوف على خبايا هذا العالم، إلا عندما وطأت قدمانا مطار جانت انديرين، بعد ساعتين من التحليق على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية انطلاقا من مطار هواري بومدين. تصادف وجودنا في فندق ''تنيري فيلاج'' مع توافد الكثير من السياح الفرنسيين على مدينة جانت، خصوصا في آخر يوم لنا، حيث اضطرت طائرة تابعة لشركة ''آغل أزور''إلى تأجيل رحلة 250 سائح فرنسي نحو باريس، بعد حادث تحطم الزجاج الأمامي للطائرة، وهي الحادثة التي وقعت ليلة السبت 28 فيفري.
الجفاف يقضي على الفهد والسياح يخدشون سحر ''جانت''
الداخل إلى جانت ليس كالخارج منها، فسحرها يدفعك للتمعن في أدق تفاصيل تضاريسها، التي نقشتها الطبيعة على المقاس. وعلى الرغم من أن الجفاف، الذي مسها منذ أريع سنوات، بدأ يقضي على الحياة بها، إلا أن تمسك سكانها بالحياة أقوى من كل شيء. تقع مدينة جانت في الجنوب الشرقي الجزائري في ولاية إيليزي، وبالضبط على سفح سهل طاسيلي ناجر على علو 1050 متر، حيث يعبرها وادي إجريو الذي يسقي الواحة، والذي شحت مياهه بسبب الجفاف.
يعتبرها سكانها محورا أساسيا للمواصلات مع المدينة الليبية غات، ولها حدود مع دولة النيجر. وبحكم قساوة الصحراء، يقول مصطفى دحو، وهو سائق سيارة الدفع الرباعي الذي رافقنا خلال كل الرحلة، إن شح الأمطار التي لم تتهاطل منذ حوالي أربع سنوات، يهدد حياة الثروة الحيوانية النادرة في المنطقة، خصوصا الفهد الذي يؤكد بشأنه الباحثون بأنه ''في طريق الانقراض''.
ويحكي سكان جانت فصولا من تاريخ المنطقة، التي كانت قبل سنوات مرعى فسيحا للإبل والماشية، حيث كانت الأعشاب تكسو مساحات شاسعة من الأراضي، التي لم يعد يحتلها الآن سوى نبات الحلفاء وأشجار الأكاسيا.
ويقول دليلنا في منطقة تين أمالي وايسوداد، بأنه كان يرعى بأغنامه طويلا في منطقة هي أشبه بالأرض البور الآن. ويتابع أحمد خيراني ''المنطقة كانت جنة خضراء في السابق، وكان البقر الوحشي يصول ويجول كما هو الحال بالنسبة للفهد والغزال وغيرهما من الحيوانات''.
وتقول إحدى الروايات عن أصل تسمية جانت، بأن أحد الشيوخ كان يبحث عن نوقه رفقة ابنه، فلمح هذا الأخير النوق جالسة، فأخبر أباه قائلا ''نغتين طلمين ننغ''، ولكن الأب لم يتمكن من رؤيتها بحيث كانت بين الأشجار، فأكد الابن أن النوق ''باركات'' أي جالسات قائلا ''نغتين جانت''، وهكذا لزم اسم جانت هذه الواحة.
وعلى الرغم من أن جانت تتمتع بإمكانيات سياحية ضخمة من متاحف مفتوحة على الهواء الطلق، إلا أنها لم تصل بعد إلى أن تكون مقصدا سياحيا للجزائريين بحكم ارتفاع سعر تذكرة السفر في الطائرة، فهي تقدر بثلاثة ملايين سنتيم، لكنها، وعلى النقيض من ذلك تحتل مكانة مرموقة وتستقطب خصوصا الفرنسيين.وفي الوقت الذي تفتح جانت ذراعيها للجميع، يخدش جمالها السياح الأجانب، الذين ينهبون ثرواتها من حجارة وآثار ونباتات نادرة، ويكفي أن مصالح الجمارك على مستوى مطارها تحجز يوميا العديد من الحجارة والقطع الأثرية، التي يرغب السياح في تهريبها إلى بلدانهم عن حسن أو سوء نية.
دموع... فيل وقصور تنهار
يذكر مدير متحف مدينة جانت، الحادثة التي وقعت منذ ثلاث سنوات خلت، عندما استولت عصابة على محتويات المتحف، ولاذت بالفرار، ويؤكد لـ''الخبر''، أن سبب ما حدث يعود أصلا إلى غياب السياج الحديدي على النوافذ والأبواب وكذا غياب الحراس. ويتابع ''اليوم ضاعفنا عدد أعوان الحراسة واتخذنا كل إجراءات الأمن والسلامة''. ويحكي المتحف تاريخ جانت، التي كانت الطيور تحج إلى بركها وأنهارها.
ويكتشف الزائر مباني ''إغرمان''، وهي قصور متمركزة في جهتي الوادي، كما قصر ''زالواز'' وقصر ''الميهان'' وقصر ''أجاهيل''. وإن كان أغلب القصور يعاني النسيان وينهار في صمت، فإن اليونسيكو تفطنت لبعض منها، وهي تخصص لها الملايير لترميمها. لكن المناطق الجبلية والصخرية هي أفضل وجهة للسياح، والتي تختصر حكاية الزمن الجيولوجي خصوصا في اسنديلن.
أما المنطقة الأشهر على الإطلاق، فهي تيكوباوين والبقرة الباكية، وهي الصخرة التي تحكي تاريخ المنطقة في لوحة ساحرة. ويقول السائق مصطفى، بأن السكان القدامى انتقلوا إلى المنطقة ووجدوا البركة المليئة بالماء، فقرروا جلب أبقارهم لتشرب وترعى، لكن وبعد عودتهم من رحلة طويلة مس الجفاف المنطقة فجفت البركة، وتعبيرا عن حزن البقرات نحتت البقرات وهي تذرف دموعا حارة.
كما نحتت الرياح صخرة تجسد اليوم فيلا بأدق تفاصيله بدءا بالأرجل ووصولا إلى الخرطوم والعين.
وتبقى واحة جانت مأهولة أساسا بالطوارق، أي طوارق أجر أو ''كل أجر'' باللغة المحلية، وهم الرجال الأحرار، كما تحكي سهراتها معاناة وعشق سكانها لها رغم قسوة الحياة، في جلسات الترقي على أنغام العود إلى غاية أولى ساعات الصباح مع ارتشاف كؤوس الشاي والرقص الشعبي.
أما في قلب مدينة جانت، فأول ما يلفت الانتباه هو النهر الجاف، والعمال الصينيون الذين يتزاحمون في ورشة بناء. ويبقى اكتشاف السكان لهذا الجنس الأصفر إضافة جديدة لهم، خصوصا وأنهم تعودوا على سياح القارة الأوروبية تحديدا. وفي انتظار أن تلتفت الدولة لجانت، ينتظر المستثمرون في قطاع السياحة تسهيلات كانوا قد وعدوا بها، كما ينتظر أصحاب الوكالات السياحية، حسب رئيس النقابة الوطنية بالمنطقة ''أن يفرج عن قرار منحهم إمكانية اقتناء سيارات الدفع الرباعي عن طريق الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار''.
ومن السياحة إلى الدجل التفتنا في مهمتنا إلى البحث عن أسرار والخبايا التي تخفيها كل زاوية من مدينة وواحات جانت. مرافقنا في المهمة أكد لنا بأن هناك ما لا يقل عن 5 مشعوذين وقارئي الطالع. لكن أكثرهم شهرة على الإطلاق هو عراف يزاول نشاطه في الواحة المتواجدة بمحاذاة الكثبان الرملية المحيطة بالمدينة.
ويقول مرافقنا القاطن بالمنطقة ''كثيرون هم نجوم الفن والسياسيين وإطارات العسكر الذين، لجأوا إلى الدجالين والمشعوذين هنا تقرّبا منهم من اجل قراءة الطالع أو معرفة أسرار الغد''. وتبقى نهاية رأس السنة الميلادية المناسبة السانحة التي يفضلها هؤلاء من أجل معرفة ما يخبئه لهم العام الجديد من أحداث.
ويسمح موقع مدينة جانت التي تبعد بحوالي 2300 كلم عن العاصمة، وقرب مطارها من وسط المدينة، التي تضم 15 ألف نسمة، أن تكون مزارا دائما للإطارات والفنانين والمسؤولين. وينقل محدثنا الذي ضبط لنا موعدا مع أحدهم وكان ذلك بعد أذان المغرب مباشرة. وكنت قدمت نفسي على أساس أنني إطار سام في الجيش، وبين نخيل الواحة، كان المنزل الذي يقطنه هذا الأخير عاديا، ومع دخولنا إليه، أحس بأن في الأمر شيئا، وفضل تقديم كؤوس الشاي لنا لا غير.
لم نتمكن من الحديث طويلا مع هذا المشعوذ، الذي لم يقبل إلا بأصحاب الجاه والمسؤولين الكبار في الدولة، والذي يحدد لهم المواعيد مسبقا، وفي سرية تامة، بل إنه يضطر للتنقل إلى الفندق أو محل إقامة هذا المسؤول أو ذاك.
التثبيت في المنصب والزواج من الأجنبيات
غادرنا الواحة، لكن فضولنا لم يتوقف عند هذا الحد، ولأن مدة الرحلة كانت محدودة، فقد كنا نسابق الزمن للبحث عن زبائن لهؤلاء السحرة والدجالين، الذين تعدت سمعتهم حدود ولاية إليزي والجزائر عموما. التقينا أحد العارفين بالمجال، وأخبرنا بكل التفاصيل التي لها علاقة بالموضوع، كان يرتدي في يده خاتما فضيا يثير النظر، كان أشبه بصندوق صغير يحتل بنصر يده اليمنى، وبينما نحن نوجه أنظارنا إليه، حتى أشار إليه قائلا: ''السر يكمن فيما يوضع بداخله''... فكل من يقصد المشعوذ أو الطالب، كما يسمى في المنطقة، يضع ما يمنح له من أعشاب وتعاويذ في خاتم فضة.
والسحر والشعوذة أنواع، وفي جانت تحديدا هو مستويات. ويقول لنا هذا الأخير المقرب جدا من إحدى الساحرات التي قارب سنها المائة، ''لا علاقة لما تقوم به بالسحر، فهي تمنحك الفرصة لتحقيق ما تريد الوصول إليه''.
وبرأيه، فإن ''ما يوضع في الخاتم يمنحك ''الزهر'' حتى تحقق ما تبتغيه''. لكن ما السرّ وراء ارتدائه في اليد اليمنى تحديدا؟ نسأل فيجيب ''إنها اليد التي تصافح بها الناس، وبالتحديد من تربط علاقة عمل أو مصلحة معهم، وبمجرد أن تصافحه تزول كل الحواجز والعقبات وتحقّق ما تصبوا إليه''.
أما النوع الثاني فيوضع في نفس الخاتم، الذي يعيد الصائغ غلقه بإحكام، بعد وضع ما يحدد. وهو يحول دون أن يمسك الضر الذي يكنه لك الآخر، فأنت بمجرد أن تصافحه تحول دون أن يتحقق ما يصبو إليه.
أما فيما يخص المسؤولين الكبار في الدولة والجنرالات، فالأمر نفسه مع بعض التغيير الطفيف، حيث يقول محدثنا ''إنهم ينقلون معهم ما يمنح لهم من أعشاب أو ''حجاب'' إلى العاصمة، وهم يرغبون في تثبيتهم في مناصبهم الوزارية أو الإدارية العليا، كما يبحثون عن قراءة الطالع، لمعرفة إن كان سيمسهم أي تغيير في المنصب.
ويجني هؤلاء ''المحترفون'' في الشعوذة الملايين، ورغم أن ممارساتهم بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي، إلا أن زبائنهم في تضاعف مستمر، ويمتد الأمر إلى حد الأجانب.
أما بالنسبة لسكان جانت، فالأمر يختلف، وإن كان البعض يبحث عن ''الزهر'' و''السعد'' في خاتم الفضة، فآخرون وخصوصا الشباب، يلجأون إليهم بغرض إيقاع الأجنبيات أو الأجانب في حبهم، من أجل الزواج، والسفر بعيدا عن قسوة الحياة في جانت. وكم هي كثيرة القصص التي تروى عن زواج السكان المحليين بفرنسيات وهولنديات وإيطاليات. وفي مقابل هذا لا يزال العلاج بالقرآن يتصدى لمثل هذه الممارسات، خصوصا عندما ينقلب السحر على الساحر، ويصاب البعض بمس من الجن.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى